التنبيه على عدم صحة حديث يوم الجوائز

  • أ.د. عاصم القريوتي
  • 8020
نشر عبر الشبكات الإجتماعية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وبعد:
فلقد اشتهر عند الكلام على عيد الفطر المبارك بأنه يوم الجوائز وذلك استنادا إلى حديث لا يصح في ذلكـ، وهذا نصه:
“إذا كان يومُ الفطرِ وقفتِ الملائكةُ فى أفواه الطُّرقِ فنادوا يا معشرَ المسلمين اغْدُوا إلى ربٍّ كريمٍ يمنُّ بالخيرِ ويُثِيبُ عليه الجزيلَ لقد أُمْرتُم بقيامِ الليلِ فقُمتُم وأُمْرتُم بصيامِ النهارِ فصُمْتُم وأَطَعْتُم ربَّكم فاقبضوا جوائزَكم فإذا صلوا العيدَ نادى منادٍ من السماءِ أن ارجعوا إلى منازلِكم راشدين فقد غفرت لكم ذنوبكم كلها فهو يومُ الجائزةِ ويسمى ذلك اليومُ فى السماءِ يومَ الجوائزِ”.
وهذا الحديث: أخرجه الطبرانى (1/226 ،رقم 617) ، وأبو نعيم فى معرفة الصحابة (1/311 ،رقم 996) وغيرهما.
وفي إسناده عمرو بن شمر عن جابر الجعفي، وهذا إسناد واه بمرة فعمرو كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي ، وليس يروي تلك الموضوعات الفاحشة عن جابر غيره.
والجعفي أيضا ضعيف.
وروي من وجه آخر، ولكن مدار الطريقين على سعيد بن أوس الأنصاري ولا يعرف.
وانظر للمزيد السلسة الضعيفة 5470(11 / 507).

قلت:
وله شاهد من حديث أنس مداره على عباد بن عبدالصمد عند العقيلي في الضعفاء ج: 3 ص: 138 في ترجمته وابن الجوزي في العلل المتناهية ج: 2 ص: 534
وهو جزء من حديث طويل وقال فيه:
” هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما عباد بن عبد الصمد فقال البخاري هو منكر الحديث وقال الرازي ضعيف الحديث جدا منكره وقال العقيلي ضعيف يروي عن انس عامتها مناكير وهو غال في التشيع”انتهى.
وأشار إلى عدم صحة الحديث الإمام مسلم في مقدمة صحيحه حيث قال: “حدثنى محمد بن عبدالله بن قهزاذ قال سمعت عبد الله بن عثمان بن جبلة يقول: قلت لعبد الله بن المبارك: من هذا الرجل الذى رويت عنه حديث عبد الله بن عمرو “يوم الفطر يوم الجوائز”؟
قال: سليمان بن الحجاج. انظر ما وضعت فى يدك منه”.
انتهى.
وقد روي هذا الحديث موقوفا من طريق عمر بن مدرك:
“وكان ابن عباس يقول : يوم الفطر يوم الجوائز”
وقال شيحنا الألباني :”وعمر بن مدرك كذاب ؛ كما قال ابن معين”.
ختاما أقول:
علينا أن نجتهد في التحري لما ثبت من أحاديث الرسول صلى الله عليه، ويغنينا عن هذا الحديث الذي لا يصح مرفوعا ولا موقوفا ما ثبت من أجر عظيم للصائمين من باب الريان وغيره من الأجر العظيم، وما أعده الله للصائمين مما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ”.
والله أسأل كما أفرحنا معشر الصائمين بالفطر في هذا الدنيا أن يمتعنا بالفرحة يوم لقائه سبحانه وتعالى، إنه سميع مجيب.

إغلاق

تواصل معنا

إغلاق