فوائد ترك الذُّنُوب والمعاصي

  • أ.د. عاصم القريوتي
  • 6361
نشر عبر الشبكات الإجتماعية

فوائد ترك الذُّنُوب والمعاصي

قال ابن القيم رحمه الله:

” لَو لم يكن فِي ترك الذُّنُوب والمعاصي إِلَّا إِقَامَة الْمُرُوءَة وصون الْعرض وَحفظ الجاه وصيانة المَال الَّذِي جعله الله قواما لمصَالح الدُّنْيَا وَالْآخِرَة ومحبة الْخلق وَجوَار القَوْل بَينهم وَصَلَاح المعاش وراحة الْبدن وَقُوَّة الْقلب وَطيب النَّفس ونعيم الْقلب وانشراح الصَّدْر والأمن من مخاوف الْفُسَّاق والفجار وَقلة الْهم وَالْغَم والحزن وَعز النَّفس عَن احْتِمَال الذل وصون نور الْقلب أَن تطفئه ظلمَة الْمعْصِيَة وَحُصُول الْمخْرج لَهُ مِمَّا ضَاقَ على الْفُسَّاق والفجار وتيسر الرزق عَلَيْهِ من حَيْثُ لَا يحْتَسب وتيسير مَا عسر على أَرْبَاب الفسوق والمعاصي وتسهيل الطَّاعَات عَلَيْهِ وتيسير الْعلم وَالثنَاء الْحسن فِي النَّاس وَكَثْرَة الدُّعَاء لَهُ والحلاوة الَّتِي يكتسبها وَجهه المهابة الَّتِي تلقى لَهُ فِي قُلُوب النَّاس وانتصارهم وحميتهم لَهُ إِذا أوذي وظلم وذبهم عَن عرضه إِذا اغتابه مغتاب وَسُرْعَة إِجَابَة دُعَائِهِ وَزَوَال الوحشة الَّتِي بَينه وَبَين الله وَقرب الْمَلَائِكَة مِنْهُ وَبعد شياطين الْإِنْس وَالْجِنّ مِنْهُ وتنافس النَّاس على خدمته وَقَضَاء حَوَائِجه وخطبتهم لمودته وصحبته وَعدم خَوفه من الْمَوْت بل يفرح بِهِ لقدومه على ربه ولقائه لَهُ ومصيره إِلَيْهِ وَصغر الدُّنْيَا فِي قلبه وَكبر الْآخِرَة عِنْده وحرصه على الْملك الْكَبِير والفوز الْعَظِيم فِيهَا وذوق حلاوة الطَّاعَة وَوجد حلاوة الْإِيمَان وَدُعَاء حَملَة الْعَرْش وَمن حوله من الْمَلَائِكَة لَهُ وَفَرح الْكَاتِبين بِهِ ودعائهم لَهُ كل وَقت وَالزِّيَادَة فِي عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته وَحُصُول محبَّة الله لَهُ وإقباله عَلَيْهِ وفرحه بتويته وَهَكَذَا يجازيه بفرح وسرور لَا نِسْبَة لَهُ إِلَى فرحه وسروره بالمعصية بِوَجْه من الْوُجُوه .

فَهَذِهِ بعض آثَار ترك الْمعاصِي فِي الدُّنْيَا فَإِذا مَاتَ تَلَقَّتْهُ الْمَلَائِكَة بالبشرى من ربه بِالْجنَّةِ وَبِأَنَّهُ لَا خوف عَلَيْهِ وَلَا حزن وينتقل من سجن الدُّنْيَا وضيقها إِلَى رَوْضَة من رياض الْجنَّة ينعم فِيهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة كَانَ النَّاس فِي الْحر والعرق وَهُوَ فِي ظلّ الْعَرْش فَإِذا انصرفوا من بَين يَدي الله أَخذ بِهِ ذَات الْيَمين مَعَ أوليائه الْمُتَّقِينَ وَحزبه المفلحين وَذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو فضل عَظِيم”.

من كتاب الفوائد لابن القيم.

إغلاق

تواصل معنا

إغلاق