زكاة البصر عند شيخنا العلامة الألباني رحمه الله

  • أ.د. عاصم القريوتي
  • 5151
نشر عبر الشبكات الإجتماعية

زكاة البصر عند شيخنا العلامة الألباني رحمه الله

      السمع والبصر وسائر أعضاء الإنسان نعمة عظيمة من نعم الله عز وجلّ قال الله تعالى: { وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

      والسمعُ والبصرُ آلات الإدراك، وآلات الفعل، يُوردان على القلب الإرادةَ والكراهةَ، ويجلبان إليه الحبّ والبغض، فيستعمل اليد والرجل. فإذا كان سمعُ العبد بالله وبصرُه بالله كان محفوظًا في آلات إدراكه، وكان محفوظًا في حبّه وبغضه، فحُفِظَ في بطشه ومشيه كما ذكر بعض أهل العلم.

      ولأهمية نعمة السمع والبصر كان ضمن أدعية النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بأسْمَاعِنا  وَأَبْصَارِنَا ).

      وهذه النعمة تستوجب شكر الله عليها باللسان وغيره ولذا، كان لشيخنا الألباني رحمه الله لفتة بديعة في شكر نعمة البصر إذ حدثني أخي الشيخ أبو الحسن علي بن حسن الأثري أنه:

 كانت هناك دعوة من أحد الإخوة لشيخنا الألباني رحمه الله فلما ذهب عليٌّ إليها وعند الانصراف ليلًا سأل شيخنا الألباني رحمه الله عليا هل معكم سيارة؟

 فقال: لا، ولكن سيوصلنا أخونا أبو ليلى.

 فقال: شيخنا الألباني: بل أنا الذي أوصلكم وأكد على ذلك، وأبى أن يوصلهم غيره.

ثم قال لهم شيخنا: “هذه زكاة البصر”.

ثم قال الألباني : تعلمت هذا من أبي رحمه الله إذ:

جاء لأبي رحمه الله يوما رجل ليصلح ساعته، فلما فتحها ليصلحها وجد فيها أثرًا يسيرًا، فنفخ بداخلها، وصلحت الساعة، ثم سأله الرجل عن أجرة إصلاحها، فقال له: لا شيء (هذه زكاة البصر).

قلت:

المقصود من هذا شكر الله على نعمة البصر، وهذا العمل بالبر والإحسان من شكر الله المستحق له.

فاللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بأسْمَاعِنا وَأَبْصَارِنَا وقُوَّتِنَا مَا أحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوارثَ مِنَّا، وارحم شيخنا الألباني ووالده ووالدينا جميعا.

والحمد لله رب العالمين.

إغلاق

تواصل معنا

إغلاق