الإدارة الامريكية فى حضرة التصوف

  • أ.د. عاصم القريوتي
  • 3149
نشر عبر الشبكات الإجتماعية

الاهتمام بالصوفية توصية من الكونغرس بتشجيع الحركات الصوفية

اوردت معظم الصحف الصادرة فى الخرطوم يوم الاحد 3مارس 2012 الزيارة التى قام بها القائم بالاعمال الامريكى “جوزيف ستانفورد” الى ضاحية (الكباشي) شمال الخرطوم بحري للقاء مجموعة من الطرق الصوفية ،

يذكر انه ليست هذه هى المرة الاولى الى يزور فيها ستانفورد الطرق الصوفية فقد سبق له ان زار خلاوى الشيخ ود بدر فى ام ضوا بان ، كما زار مجموعة من الخلاوى بالجزيرة ، بعد كل ماتقدم يتبادر الى الذهن سؤال هام لماذا تهتم امريكا بالطرق الصوفية ؟ هذا الاهتمام ليس قاصرا على السودان وحسب وانما كل البلاد العربية والاسلامية التى تحتضن الطرق الصوفية ومن اهمها مصر والمغرب .

الاستراتيجية الصوفية الامريكية :-

وجد القائم بالاعمال الامريكى (جوزيف ستانفورد ) ترحيبا حارا من الطرق الصوفية فنحرت له الذبائح على الطريقة السودانية والقى الشيخ “الجيلي المهدي الكباشي” بين يديه خطابا ضافيا مرحبا به وببلاده ، كما ارسل عبره التحايا الى باراك اوباما ،
اذن زيارة ستانفورد لمقامات الطرق الصوفية السودانية ليس مبادرة شخصية منه ولكنه تنفيذا لتوصية صادرة عن الكونغرس الامريكى وان وصفها البعض بالغريبة وتقول التوصية : (أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية).

فى هذا السياق ايضا كشفت مجلة “يو إس نيوز” الأمريكية فى وقت سابق عن سعي الولايات المتحدة لتشجيع ودعم الصوفية؛ كإحدى وسائل التصدي للجماعات الإسلامية.

وقد صرح أحد متخصصي “الأنثروبولوجي” ويدعى “روبرت دانين”، والذي كان قد درس المتصوفين الأفارقة، إنه: سيكون من الحماقة تجاهل الاختلافات بين الصوفية والأصولية، حيث قد وصف الصراع بين المتصوفين والأصوليين بأنه يشبه حرب العصابات، على حسب تعبيره .

ومن بين التكتيكات السياسية الامريكية في هذا الشأن استخدام الدعم الأمريكي لاستعادة الأضرحة الصوفية حول العالم، وترجمة مخطوطاتهم التي ترجع للعصور الوسطى، وكذلك دفع الحكومات لتشجيع نهضة الصوفية في بلدانهم.
ووفقًا للمصدر: فإن تلك الفكرة كان قد انتهجها الملك “محمد السادس” عاهل المغرب، والذي كان قد جمع في هدوء زعماء الصوفية المحليين بالمغرب، وقدم ملايين الدولارات كمعونة لاستخدامها كحصن ضد الأصولية المتشددة.

امريكا والطرق الصوفية السودانية هدايا وصور :-

وجد ستانفورد القائم باعمال السفارة الامريكية بالسودان الترحيب من مختلف الطرق الصوفية التى زارها والتى شملت الطرق الصوفية بالجزيرة والخرطوم وام ضوا بان ، وسبق أن أشاد استانفورد” بالطرق الصوفية في السودان ومجتمعها واصفاً إياه بالمتميز، وذهب أكثر من ذلك حينما نقل- خلال زيارة قام بها إلى منطقة (أم ضواً بان) في وقت مضى – تحيات الرئيس “باراك أوباما” للطلاب الذين يدرسون القرآن بالمسيد، ولم يخف اهتمام إدارته بالإسلام، وقيل إنه استفسر الخليفة “الطيب الجد” خليفة الشيخ “ود بدر” عن الطريقة القادرية بعد أن زار خلوة القرآن وتناول وجبة الإفطار بالمسيد وقام بإهداء الخليفة (ألبوم) صور.

وفى تماهى ستانفورد مع الفكرة الصوفية وتصديقا لها قام السفير “ستانفورد” بإهداء مشيخة (الطريقة القادرية– الكباشية) كتباً عن حياة المسلمين في الولايات المتحدة وأخرى عن الأدب الأمريكي، وألبوم صور عن الحياة في أمريكا، وبادله الشيخ “الجيلي” الهدية، بإهداء السفير الأمريكي (شال الصوفية) الأخضر الشهير، الذي ارتداه وعلق بقوله: (دي بركة مهمة)، كما احتسى مشروب (غباشة)، فقال له أحد المريدين إن هذا المشروب فيه (بركة)، فرد السفير على الفور: (كل حركة فيها بركة) .

وتتواجد فى السودان اكثر من 10 طرق صوفية هى على سبيل المثال : الطريقة السمانية الطريقة التيجانية الطريقة الختمية الطريقة المجذوبية الشاذلية الطريقة الاحمدية البدوية الطريقة القادرية الطريقة الادريسة الطريقة الانصارية الطريقة العازمية الشاذلية الطريقة البراهانية الطريقة الاحمدية المرزوقية الطريق الرفاعية وهى أحد الطرق الكبيرة في العالم الإسلامى غير أن وجودها في السودان متواضع دخلت في مصر عن طريق بربر الي امدرمان ومن اشهر شيوخها الشيخ محمد عوض .

امريكا والطرق الصوفية فى العالم الاسلامى :-

السفير الامريكى فى مصر وفى المغرب لايختلفان فى توجهاتهما الصوفية عن نظيرهما فى السودان ، فقد اعتاد السفير الامريكى فى مصر زيارة المتصوفة وحرص على حضور الموالد خصوصا مولد الشيخ البدوى وزياراته المتكررة للحسين والسيدة زينب حتى وصفت توجهاته بدبلوماسية الحوارى والدراويش ، كذلك السفير الامريكى فى المغرب وربما فى معظم الدول الاسلامية التى تحتضن التصوف .

وقد كشف برنارد لويس، الذى يعد المفكر الأول لليمين المسيحى المتطرف مرارا عن سعى الغرب منذ زمن لتمكين المتصوفة، بما يؤهلهم لكبح «الإسلام السياسى»، ويوافقه الرأى دانيال بايبس، وهو يحمل الأفكار نفسها، فيؤكد أن واشنطن وحلفاءها يسعون إلى مصالحة التصوف، ودعمه ليملأ الساحة الدينية الإسلامية.

إغلاق

تواصل معنا

إغلاق